کد مطلب:109939 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

خطبه 221-درباره تقوا











ومن خطبة له علیه السلام

فی مقاصد أُخری

فَإِنَّ تَقْوَی اللهِ مِفْتَاحُ سَدَادٍ، وَذَخِیرَةُ مَعَادٍ، وَعِتْقٌ مِنْ كُلِّ مَلَكَةٍ، وَنَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، بِهَا یَنْجَحُ الطَّالِبُ، وَیَنْجُوا الْهَارِبُ، وَتُنَالُ الرَّغَائِبُ.

فضل العمل

فَاعْمَلُوا وَالْعَمَلُ یُرْفَعُ، وَالتَّوْبَةُ تَنْفَعُ، وَالدُّعَاءُ یُسْمَعُ، وَالْحَالُ هَادِئَةٌ، وَالْأَقْلامُ جَارِیَةٌ.وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ عُمُراً نَاكسِاً، أَوْ مَرَضاً حَابِساً، أَوْ مَوْتاً خَالِساً، فَإِنَّ الْمَوْتَ هَادِمُ لَذَّاتِِكُمْ، وَمُكَدِّرُ شَهَوَاتِكُمْ، وَمُبَاعِدُ طِیَّاتِِكُمْ، زَائِرٌ غَیْرُ مَحْبُوبٍ، وَقِرْنٌ غَیْرُ مَغْلُوبٍ، وَوَاترٌ غَیْرُ مَطْلُوبٍ، قَدْ أَعْلَقَتْكُمْ حَبَائِلُهُ، وَتَكَنَّفَتْكُمْ غَوَائِلُهُ، وَأَقْصَدَتْكُمْ مَعَابِلُهُ، وَعَظُمَتْ فِیكُمْ سَطْوَتُهُ، وَتَتَابَعَتْ عَلَیْكُمْ عَدْوَتُهُ، وَقَلَّتْ عَنْكُمْ نَبْوَتُهُ، فَیُوشِكُ أَنْ تَغْشَاكُمْ دَوَاجِی ظُلَلِهِ، وَاحْتِدَامُ عِلَلِهِ، وَحَنَادِسُ غَمَرَاتِهِ، وَغَوَاشِی سَكَرَاتِهِ، وَأَلِیمُ إِرْهَاقِهِ، وَدُجُوُّ أَطْبَاقِهِ، وَجُشُوبَةُ مَذَاقِهِ. فَكَأَنْ قَدْ أَتْاكُمْ بَغْتَةً فَأَسْكَتَ نَجِیَّكُمْ، وَفَرَّقَ نَدِیَّكُمْ، وَعَفَّی آثَارَكُمْ، وَعَطَّلَ دِیَارَكُمْ، وَبَعَثَ وُرَّاثَكُمْ، یَقْتَسِمُونَ تُرَاثَكُمْ، بَیْنَ حَمِیمٍ خَاصٍّ لَمْ یَنْفَعْ، وَقَرِیبٍ مَحْزُونٍ لَمْ یَمْنَعْ، وَآخَرَ شَامِتٍ لَمْ یَجْزَعْ.

فضل الجد

فَعَلَیْكُمْ بِالْجِدِّ وَالْإِجْتِهَادِ، وَالتَّأَهُّبِ وَالْإِسْتِعْدَادِ، وَالتَّزَوُّدِ فِی مَنْزِلِ الزَّادِ. وَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْیَا كَمَا غَرَّتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِیَةِ، وَالْقُرُونِ الْخَالِیَةِ، الَّذِینَ احْتَلَبُوا دِرَّتَهَا، وَأصَابُوا غِرَّتَهَا، وَأَفْنَوْا عِدَّتَهَا، وَأَخْلَقُوا جِدَّتَهَا، أَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً، وَأَمْوَالُهُمْ مِیرَاثاً. لاَ یَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ، وَلاَ یَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ، وَلاَ یُجِیبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ. فَاحْذَرُوا الدُّنْیَا فَإِنَّهَا غَدَّارَةٌ غَرَّارَةٌ خَدُوعٌ، مُعْطِیَةٌ مَنُوعٌ، مُلْبِسَةٌ نَزُوعٌ، لاَ یَدُومُ رَخَاؤُهَا، وَلاَ یَنْقَضِی عَنَاؤُهَا، وَلاَ یَرْكُدُ بَلاَؤُهَا. منها فی صفة الزّهاد: كَانُوا قَوْماً مِنْ أَهْلِ الدُّنْیَا وَلَیْسُوا مِنْ أَهْلِهَا، فَكَانُوا فِیهَا كَمَنْ لَیْسَ مِنْهَا، عَمِلُوا فِیهَا بَمَا یُبْصِرُونَ، وَبَادَرُوا فِیهَا مَا یَحْذَرُونَ، تَقَلَّبُ أَبْدَانُهُمْ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، یَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْیَا یُعَظِّمُونَ مَوْتَ أَجْسَادِهِمْ وَهُمْ أَشدُّ إِعْظَاماً لِمَوْتِ قُلُوبِ أَحْیَائِهِمْ.